أصبحت الدرعية خرابا ودمارا بسبب وحشية ابراهيم باشا الخيارات المتاحة :اجابة صحيحة✔️اجابة خاطئة
الإجابة الصحيحة من بين الخيارات هي : اجابة صحيحة.
الدرعية: من واحة مزدهرة إلى خراب بسبب وحشية إبراهيم باشا
تعتبر مدينة الدرعية التاريخية في المملكة العربية السعودية أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وقد لعبت دورًا محوريًا في تاريخ الجزيرة العربية، وخاصةً كمقر للدولة السعودية الأولى. ومع ذلك، تعرضت الدرعية للتدمير المروع في القرن التاسع عشر، مما أدى إلى تحويلها من واحة مزدهرة إلى خراب. يتناول هذا المقال وحشية إبراهيم باشا ودوره المدمر في تحويل الدرعية إلى أطلال.
الحملة العثمانية على الدرعية
في عام 1811، أرسل السلطان العثماني محمود الثاني ابنه إبراهيم باشا إلى شبه الجزيرة العربية لقمع الثورة السعودية الأولى. هاجم إبراهيم باشا الدرعية في عام 1818، واستمرت الحملة قرابة ستة أشهر. واجهت القوات السعودية مقاومة عنيفة، لكن جحافل إبراهيم باشا المدججة بالسلاح تفوقت عليهم في النهاية.
الاستيلاء على الدرعية
في سبتمبر 1818، اجتاح إبراهيم باشا الدرعية وقهر المدافعين السعوديين بعد حصار طويل. ودخلت قواته المدينة وألحقت دمارًا هائلاً. أحرقوا المنازل والمساجد وهدموا القصور. تم القبض على الإمام عبد الله بن سعود وإرساله إلى إسطنبول، حيث أعدم في ساحة عامة.
النهب والتدمير
لم يكتف إبراهيم باشا بتدمير المدينة فحسب، بل نهبها أيضًا. استولى جنوده على الثروات السعودية وقاموا بنقلها إلى إسطنبول. كما دمروا مكتبات المدينة التي كانت تحتوي على كنوز لا تقدر بثمن من المعرفة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بقطع أشجار النخيل وقتلوا الحيوانات، مما حول الدرعية إلى أرض قاحلة.
المذابح في الدرعية
بالإضافة إلى التدمير المادي، ارتكب جيش إبراهيم باشا أيضًا مذابح واسعة النطاق ضد سكان الدرعية. قُتل آلاف المدنيين ذبحًا، ولم تُستثن النساء والأطفال. كما دمروا المقابر وحرموا الموتى.
تدمير المزارات الدينية
وإلى جانب المساجد، دمر جيش إبراهيم باشا العديد من المزارات الدينية المهمة في الدرعية، بما في ذلك ضريح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الحركة الوهابية. كما نهبوا القباب والقبور، مما أثار استياء المسلمين في جميع أنحاء العالم.
الدوافع السياسية
كان لإبراهيم باشا دوافع سياسية لتدمير الدرعية. أراد السلطان العثماني إضعاف السلالة السعودية والقضاء على تهديدهم لحكمه في شبه الجزيرة العربية. كما سعى إبراهيم باشا إلى إثبات تفوقه العسكري وإرساء سلطة الدولة العثمانية في المنطقة.
نتائج وحشية إبراهيم باشا
كان لتدمير الدرعية عواقب وخيمة على الجزيرة العربية. أدى إلى انهيار الدولة السعودية الأولى وإضعاف القوة الوهابية. كما أدى إلى نزوح جماعي للسعوديين والدمار الاقتصادي للمنطقة. علاوة على ذلك، فإن الوحشية التي ارتكبها إبراهيم باشا أثارت الغضب والمرارة بين العرب، مما أدى إلى تمردات مستقبلية ضد الحكم العثماني.
تعتبر وحشية إبراهيم باشا في الدرعية فصلًا مظلمًا في تاريخ الجزيرة العربية. أدت أعماله التدميرية إلى تحويل مدينة مزدهرة إلى خراب، كما أدت إلى مذابح واسعة النطاق وتدمير المزارات الدينية. وكان الدمار الذي لحق بالدرعية بمثابة ضربة قاضية للدولة السعودية الأولى وأضعف بشكل كبير حركة الوهابية. لا يزال إرث إبراهيم باشا يذكرنا بالآثار المدمرة للحرب والصراع الديني.